كيف ممكن تتحول من شخص مرة مبتدئ في اللغة يعرف فقط شوية كلمات وكل لغته مبنية على المناهج الدراسية، إلى شخص محترف يمديه يوصل لدرجة ٨ بالايلتس؟ هذي بالضبط كانت تجربتي مع اختبار الايلتس.. حرفيا كانت تجربتي معاناة مريت خلالها بثلاثة مراحل ساعدتني في تطور مستواي جذريا في الايلتس.
🙇🏻♂️ البداية
الصدفة كانت بداية تجربتي مع الايلتس.. بدأت القصة في الإجازة الصيفية.. ابوي قالي استغل الإجازة الصيفية وراح ادخلك دورة لغة.. وفعلا.. رحت معهد معروف عشان أحجز للدورة لكن كانت الدورة المناسبة لمستواي راح تبدأ بعد شهر ونص.. في هذا الوقت كانت دورة الايلتس هي المتاحة، وقالوا لي ما راح تناسبك هذي الدورة لكن كان في ذهني انه هذي الدورة راح تساعدني أخذ فكرة أعمق عن الايلتس.. وصراحة ما كنت أبغى أنتظر وقررت أدخل الدورة المتاحة عندهم.
وهذا كان أفضل وأسوأ قرار سويته!
كان أفضل قرار لانه بسببه أنا موجود معاكم.. وأسوأ لانه كانت الدورة عبارة عن ٢٠ او ٢٥ شخص كنت أجلس في آخر مكان في النهاية وأحس كانهم يتكلمون لغة غريبة وأحاول بالقوة أفهم ايش يبغى يقول المدرس.. وبعد ١٨ ساعة تدريبية خرجت وأنا متحطم تماما وعندي خوف ورهبة أكبر من اللي كانت أول.. واعتقدت انه الايلتس عبارة عن كابوس ومرة بعيد عني، لكن قررت أنه ما راح استسلم وراح أركز بشكل مرة قوي على تطوير لغتي لكن هنا سويت خطأين:
1️⃣ الخطأ الأول: حفظ الكلمات
انه ركزت بشكل كامل على تطوير اللغة فقط.. وهذا خطأ، لانه كان يمديني أختصر وقت مرة رهيب وأركز على الايلتس واللغة في نفس الوقت.
كان المبدأ الأساسي عندي إن الكلمات هي أساس اللغة، وعشان أحطم الايلتس جلست حفظت قاموس كلمات صغير من ٤٢٠٠ كلمة وخلصت القاموس بالكامل في ٤ شهور.. كنت أجلس أحفظ كل يوم من ٤ إلى ٦ ساعات وتوقعت انه خلاص كذا راح أتكلم بطلاقة.. لكن اللي صار اني صرت أعرف الكلمة وأعرف اني حفظتها، لكن ما هي موجودة في مخي بالقوة، فقط١٠٠ كلمة تقريبا اللي رسخت في ذهني من أصل ٤٢٠٠ كلمة! حتى في الاستماع كنت أحس الكلمة مفهومة وأركز مع هذي الكلمة وأحاول اتذكرها ويكون المقطع خلاص كمل وانتهى..
وفي المحادثة أبغى أتكلم وأعبر وما يمديني! صح عندي كلمات في مخي، لكن في أرض الواقع ما أعرف أتكلم.. يعني حفظ الكلمات ممكن ساعدني من ٢ الي ٥٪.. وبعد شهر أو شهرين نسيت كل الكلمات اللي حفظتها!
2️⃣ الخطأ الثاني: حفظ القواعد
بعد رحلة طويلة مع الكلمات قررت أحفظ جرامر.. وختمت القواعد وحسيت انه خلاص راح أعرف أكتب، لكن كانت من أحد الطرق الفاشلة وما قدرت اتطور.. بعدها أحد نصحني أقرأ جريدة كل يوم.. قلت يلا حماس.. واستمريت على هذي الطريقة شهر وصدقني كل يوم أقرأ وما أفهم نص كلمة! وأحاول اترجم كلمات بالكيلو! وتوقعت راح اتطور من المستوى المبتدئ إلى مستوى أعلى بسبب تطوير لغتي بهذي الطرق، لكن في الواقع ما تطورت فعليا.. ممكن هذي الطرق ساعدتني لكن بشكل بسيط وما يتناسب مع ٦ ساعات مذاكرة في اليوم الواحد! وصراحة تحطمت.. ما كنت أعرف ايش أحتاج أسوي أكثر عشان أوصل للمستوى المطلوب.
🤸🏻♀️ مرحلة التحديات
بعد فترة أحد أصدقائي أرسل لي رابط وقالي هذا الفيديو ليك.. سمعت شخص اسمه A. J Hoge يقول انه عنده دورة تدريبية لتطوير اللغة بس اكتب ايميلك.. أول يوم في الدرس قال: “الكلمات أسوأ طريقة لتعلم اللغة” كنت مقتنع انه كلامه صح لانه دوبي جربت وفشلت وتحمست أعرف طيب ايش الطريقة الصح؟ لكن هو كان يعطي فيديو واحد دقيقتين كل يوم لمدة ٧ أيام.. وبالتالي اضطريت انتظر يوم كامل.
أخيراً جاء موعد المحاضرة في اليوم الثاني وقال: ” الاستماع ثم الاستماع” هذي افضل طريقة لتعلم اي لغة في العالم لكن الشرط انه تستمر عليها يومياً لمدة شهور وراح يتطور مستواك بشكل رهيب.. زي بالضبط طريقة تعلمك للغتك الأم كانت عن طريق الإستماع لأهلك وأقاربك يتكلموا بهذي اللغة وانت تعلمتها بدون ما تحفظ ولا نص كلمة.
ما كنت مقتنع بهذا الكلام لكن كنت أبغى أجرب هذي الطريقة.. وفعلا كنت أجري ٣ ساعات في اليوم عشان أنزل وزني في هذي الفترة وحملت البرامج الصوتية أسمعها وأنا أجري.. كنت أفهم في البداية بنسبة ٣٠ إلى ٤٠٪ من الكلام..
والمفاجأة انه بعد أسبوع واحد من الإستماع المكثف للبرامج الصوتية ٤ الى ٦ ساعات في اليوم لاحظت انه صرت افهم الموضوع بشكل أفضل ونسبة استيعابي ارتفعت إلى ٥٠ أو ٦٠٪.. وبعد تقريبا شهرين صرت أفهم ٨٠٪ بدون حفظ ولا كلمة وصار مستواي في اللغة متوسط أو فوق المتوسط في خلال شهرين فقط.. تخيل زيادة الانتاجية وقد ايش الفرق في سرعة تعلم اللغة بين طريقة الحفظ وطريقة الممارسة!
ومن أحد الأشياء اللي قالها نفس الشخص انه القراءة مهمة خاصة القصص والروايات لأنها تثبت في مخك بسبب استخدامك للخيال في فهم الأحداث – لكن مهم تكون القصص تناسب مستواك -.. تحمست وأخذت رواية كبيرة من جرير وبديت أقرأ بس هذي الرواية الكبيرة ما فهمت منها.. كان مهم أخذ رواية مناسبة ومفهومة بنسبة كبيرة بين ٥٠ الى ٧٠ ٪ يعني أكون فاهم الأحداث بشكل عام مو كل كلمة.
رحت جرير وأخذت قصص بسيطة مخصصة للصغار اسمها “ويمبي كيد” وكانت مناسبة شوي لمستواي.. وبعدها أكتشفت مجموعة قصص اوكسفورد بوكورمز اللي كانت عبارة عن قصص عالمية يعني القصة فيها رهيبة تناسب الكبار بس مكتوبة بطريقة بسيطة مناسبة للناس اللي يتعلمو اللغة. قرأت تقريبا ٢٠ كتاب والحمد لله صرت واثق من لغتي واعرف اتكلم كويس.. مثلا اروح مطعم والاقي نفسي ماشاء الله أتكلم كويس واللي حواليني لاحظو تطوري يعني صارت مواقف طبيعية بس تثبت انه ماشاء الله مستواي صار حلو.
🔥 بداية الاكشن
كنت بدأت في ٣ ثانوي وقررت اختمها باختبار ايلتس.. وبدأت مرحلة جديدة من الاستعداد لاختبار الايلتس لكن أكبر عقبة واجهتني هي التشتت.. لانه ما كان في أحد يتكلم عن شيء اسمه التكنيكات وما في اي خطوات واضحة للاستعداد للاختبار.. صراحة كنت أتمنى أحد يقولي جملة واحدة من اللي اكتبه دحين كان ممكن اوصل للدرجة في خلال ٦ أشهر فقط من مستوايا المبتدئ بدل ما ضيعت سنتين كاملتين.
لكن ما لقيت غير شخصين عرب شوفت تجربتهم مع الاختبار “الدرجة اللي جابوها” وتحفيز للمذاكرة في مدونة واخذت تجربتهم حافز ليا اني استمر بقوة.. وكان الحل الوحيد أنه أخذ كتب ايلتس واتدرب بنفسي.. اشتريت من جرير كتب كامبردج للاختبارات التجريبية وركزت عليها بقوة.. وفي هذي المرحلة سويت غلطة كمان.. ما كنت أراجع أخطائي، كنت اسوي الاختبار وأكمل الاختبار اللي بعده إلين حليت تقريباً من ١٥ لـ ٢٠ اختبار تجريبي.
اختبرت وطلعت من الاختبار مرة مصدع وحسيت انه خبصت في السبلنغ وأحاول اكتب بخط مرتب في الكتابة لأن خطي ما هو حلو فخلص الوقت عليا فكنت متحطم نوعا ما وخايف.. وجاء اليوم المنتظر يوم النتيجة.. كنت أطمح لل ٦ بشكل كبير وكل شوي اشوف صفحة النتيجة الين ظهرت بعد العصر.. وكانت الدرجة ٦.٥ صراحة كانت مفاجأة ما توقعتها بسبب خلفيتي السابقة وخوفي من الاختبار..
٦.٥ يعني انا والمدرس في نفس المستوى وما احتاج سنة لغة وحطمت اللغة الإنجليزية والدرجة في جيبي يمديني أروح الجامعة مباشرة واختصر علي حياتي سنة كاملة.. وفي هذي المرحلة تعلمت انه كثرة التدرب على الاختبارات التجريبية هي النقطة اللي خلتني أوصل لهذي الدرجة الرهيبة.
🙅🏻♂️ دليلك للايلتس
بعد تحقيق هذي الدرجة تلقيت كثير من التهاني، لكن خالي قالي عبد الرحمن انت يمديك تجيب أحسن من كدا.. هذي الجملة حمستني أسعى لتحقيق درجة أقوى وأشتغل على نفسي أكثر.. طبعت هذي الرسالة والصقتها أمامي على المكتب وقررت اختبر مرة ثانية بعد شهرين.
في هذي المرحلة حرفياً أخذت كل الكتب الخاصة بالايلتس وبديت أعرف أكثر عن التكنيكات.. وكان كل كتاب يقول نصيحة مختلفة.. لذلك بدأت أجرب كل النصائح عشان أعرف ايش أفضل طرق تساعدني في الحل.. وتعمقت أكثر في موضوع التكنيكات وبدأت أكتشف أشياء جديدة وسويت التكنيكات الفعالة لشخص يتعلم اللغة ويبغى درجة قوية من البداية.. زي مثلاً فكرة القوالب حرفياً كنت أول شخص يسويها، إذا بحثت عنها بالانجلش ما راح تلاقي شيء.
هنا انتهت المرحلة الثالثة وكانت درجة الاختبار الثاني ٧.٥ كمجموع عام وفي قسم القراءة ٨.٥.. بعد ما كان أصعب قسم بالنسبة ليا.. واتعلمت أنه لولا فضل الله ثم التكنيكات ما كنت وصلت لهذي الدرجة بهذي السرعة.
إذا استفدت شارك هذا المقال 💛
وإذا عندك اي سؤال ارسلي في تويتر من هنا
0 تعليق